2ـ مبنى الجوازات
- هوي يا جماعة باقي نحن بعد ده ماشين على الجوازات... ومتى ما انتهينا بنغشى معانا حاج عبد الواحد نشيل منو مكرفون الجامع الرسلوا الرّضي من السعودية!.
- خير تب..! ، لكن عاينو جاي الليلة مو يوم الأحد..؟ التلاتا العصر خلاص نحن بنقوم على الحلة والبتأخر ما يلومنا.... كلامي دي مو واضح؟.
- يا حاج عبد الفضيل كلامك حرّم ذي الشمس... كان اتهونت الثلاثاء الصباح فجر تلقانا معنقلين في اللوري!.
هذا الشخص الذي يدعى السر ود المليح معروف بأنه مكار وصاحب (مقالب) وقد حذرني ابن عمي حماد كثيراً منه:
-هوووي أعمل حسابك من أبـ رِويس ده.. أوعى يمقلبك ولّى يورطك في مصيبة!
- يا ودعمي بعد العمر ده كلو ذي السر ده بورطني؟!.
- يا زول ها..! انت السر ده ماك خابرو ساي! الزُوِيل الهُوَيِّن الشايفو ده دخل ناس السجن وهو مرق ساي براءة!.
هذا الكلام جعلني أتخذ الحيطة والحذر, رغم أنني في غرارة نفسي كنت مستبعداً أن تبدر منه أي بادرة للغدر أو الخيانة, وذلك لسبب بسيط وهو أننا الإثنان معاً الآن نعمل لأجل مهمة مشتركة يتوقف عليها مصير مشترك لأجل تحقيق مصلحة كل منا يحتاج إليها، ولأننا بقينا الإثنان فقط في الحِلّة بعد أن سافر جميع أقراننا إلى دول المهجر وأصبحنا الوحيدين الذين بقيا مع الذين(يحرسون العَقَاب).
وصلنا إلى مبنى الجوازات والهجرة حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً. وقبل أن ندلف إلى داخل المبنى فإذا بأصوات تصيح بنا – ذكرني بصياح الكماسرة وسماسرة الركاب في مواقف المواصلات:( تعالوا جاي تعال يا الاخو بجيِّهك!) عندما التفت نحوهم شككت في أننا قد ضللنا المكان المقصود:
- إتْ يا السر نحن جينا هنا بالغلط... دي ما الجوازات ولا شنو؟ ، البكان ده باقي لي ذي البوسطة!!.
- اتْ جنيت ولا شنو يا العوض ده بكان الجوازات والجنسية!.
- طيب أعمامك القاعدين وخاتين قدامن ترابيز ديل الجابن شنو؟
- ديل دايرين يترزقوا من الدايشين... غايتوا مننا ما ظِن بلقولن حاجة...! كدي ورح وراي.
توجهنا عبر البوابة – التي يقف على أحد جانبيها عسكري طويل أشيب كثيف شعر الشارب – إلى داخل المبنى الذي كان مكتظاً بالناس, وهم يقفون في صفوف عديدة وطويلة وعسكري آخر شاب (حقّار) يحمل بيديه عصي بلاستيكية سوداء ينظم الصفوف يضرب هذا ويدفع هذا وينهر ذاك:
- ياكي ما تَكرِّب سَف أقِيف في سَفْ أديل...! انت ما تَسْما كلام أنا ولا شنو؟!
لم تعجبني تلك (الزحمة) ولم يرق لي منظر الناس وهم يتدافعون ويشتم بعضهم بعضاً:
- يا زول هـــوي انت ما كنت في الصف..! ما شفتك أصلو.. جيت من وين؟!.
- ياخي هسع أنا كنت هنا.. بس مشيت شربت لي موية من الزير القدامك ده!
- هوي ما تستهبل علينا... خلقتك دي ما شفناها أصلو في الصف, نحن من دغش الرحمن واقفين جايين إنتو نصاص النهار دايرين تقابلوا قدامنا!.
ويستمر العراك الكلامي إلى أن يتدخل العسكري ليحسم الأمر لصالح الظالم على حساب المظلوم الذي هضم حقه بسبب شربة ماء كان في أمس الحاجة اليها.
كرهت هذا الشيء الذي يسمى (جوازاً) من قبل أن أستخرجه, وقبل أن أعرف كيفية طريقة استخراجه!. بل وكرهت نية السفر إلى العراق, وأصبت بالكثير من الإستياء والإحباط, برغم أنني لم أتلقي بعد في ذات نفسي أمراً أو شيء من سوء معاملة من أي أحد داخل هذا المكان يدعوني لأن أحبط أو أستاء لكن ما كانت تراه عيناي وتسمعه أذناي, كان كافياً لأن يؤثر على طبيعة إنسانية نشأت في الهدوء والبراءة وتربت على السماحة وحسن المعاملة!.
- يا السر اخوي ده محل شنو الجبتنا فيهو ده... على القسم كان الجواز ما بطلع إلا بالطريقة دي لا عاوز جواز ولا لخمة... هدا طرفي منو!.
ضحك السر من كلامي وتعجب من إنفعالي بما يجري هناك من أمور قد اعتاد هو عليها, وأنا لأول مرة في تاريخ حياتي أشهدها واقف أمامها!.
- يا العوض اخوي صلي على الرسول...! أسمعني جوازك وجوازي ديل انا بعرف اطلعن كيف.. قسم لا بوقفك صف ولا بدخلك مكتب بس انت أصبر لي! لوك الصبر ياااا ود العم....!.
أثناء وقوفنا الإثنين وأنا تغمرني الحيرة واليأس, كنت أفكر في كيف سيأتي دورنا مع هذه الجموع الغفيرة لنستخرج جوازينا, وأما السر فكان يتمطى وأحياناً يقف على أمشاطه, وتارة يمد عنقه وهو يحاول أن يميز شخصاً ما داخل المكتب عبر الشباك الذي يجلس قبالته الموظف الذي كان يستلم أوراق ومستلزمات إستخراج الجواز من الذين يصطفون أمامه واحداً واحداً. وبينما كنا نقف كذلك بجانب أحد الصفوف بالقرب قليلاً من شباك الإستلام إذا بالعسكري يصيح بنا:
- هوي انتو أقيف بييد.. يا أمش أقيف آكر سف هناك... ولا أتْلا برة ما تكَرِّب لينا نزام!.... شوف ناس أجيب ديل....؟!.
إقترب منه السر وجعل يهمس في أذنه بكلام لم أسمعه ودس في يده شيء ما لم أتبينه جيداً -أظنه شئ من المال – يبدو لي أنه مبلغ صغير! لعلمي بشحه وحرصه الشديد على المال, وهو لا يكاد يعطيك شيء إلا ويأخذ أضعافه, لذلك تراه لا يقبل ولا يرضى أن يوقفه شيء في سبيل ما نواه من أهداف, فقد يجازف بماله ويخاطر بنفسه, لأنه يعرف جيداً كيف سيستعيد ماله وكيف سيخلص نفسه إذا وقع في مأزق أو ورطة!. أدهشني أمر ذلك العسكري الذي كان ينظم الصفوف, والذي يبدو لي من سحنته وملامحه من أبناء قبيلة..... – لا داعي عزيزي القاريء لذكر القبيلة فنحن شعب معقد وحساس جداً خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالقبيلة أو السحنة– فبعد ما كان هائجاً ثائراً يلوح نحونا بـ (بسطونته) فإذا به يبرز أسنانه التي صقلها (الصعود) و(المريسة) طلاءً أحمر وآخر أسود, لعلنا نفهم بعد كل ذلك الجهد أنه يبتسم وسيقدم للسر الخدمة التي طلبها طالما ضمن من المال ما يجلب له (عبّاراً) أو (حق الصعود) على أسوأ تقدير!!.
أخرج وريقة من جيبه:
- قلتا لي اسما منو...؟؟
- التوم ود سعيد .... التوم سعيد.
- توم سييد .... كلاس!!.
ذهب مسرعاً نحو الباب الجانبي في الجهة اليمنى للشباك الذي يطل منه موظف الجوازات الأول.. يريد أن ينجز المهمة قبل أن (تجوط) الصفوف وتخرج من سيطرته : بالفعل دقائق معدودة فإذا به يعود في سرعة البرق ومعه شخص قوي البنية أصلع مشلخ, أما شاربه كما يفهم ذلك الوصف أبناء الجزيرة : (مفتاح كبري) ما إن وقع نظره علينا فإذا به يحتضن السر:
- وين يا ود المليح... كيف حالك ؟!وكيف أبوك وكيف أهلك كلهن؟!!.
بعد السلام والسؤال أخذنا إلى أحد المكاتب الطرفية الهادئة وكان بارداً وجيّد التهوية, وأذكر مروحة السقف الضخمة والتي قرصها الذي يقابل الأرض(طارتها) لا أجد إلا أن أشبهها بأحدى (حِلَلْ الملاح) الكبيرة! وجعلت أفكر كيف إذا سقطت هذه المروحة على رأس أحدنا وهي تتحرك بتلك القوة والسرعة مصدرة بذلك أصوات مزعجة ومخيفة (كَرْكَبْ كركب)! وأحياناً (سيك سيك), إذا فطن إليها صناعي حازق بالتأكيد سيحكم بأن هذه المروحة تحتاج إلى تغيير(بلي) ثم إلى تشحيم شامل!.
أصر عمّنا أن يطلب لنا فطوراً, ولكن بعد منازعة وجهد جهيد أقنعناه بأننا تناولنا الفطور وأتبعناه بالشاي والقهوة وغيرهما مما كان يستلزمنا من مكيفات:
- خلاص يا ولد أمشي جيب بيبسي ومعاهو موية باردة!.
- ما كان في داعي يا عمي التوم الحالة واحدة ياخْ...
وأخذ السر يشرح إلى عمنا القصة باختصار ويبين له الغرض الذي جئنا لأجله, وإننا ننوي السفر للخارج وأننا الآن بصدد استخراج جواز أولاً قبل الشروع في مسألة التأشيرة والتذكرة وما يتبع ذلك من الإجراءات والأشياء الأخرى.
ضحك عمنا ضحكة شبعانة...!:
- يا أولادي كدي فكروا بالعقل دايرين تجيبوا شنو من برة..؟ بلدنا دي بي خيرا !... البلد دي واسعة ورزقا كتير بس دايرة الرواقة وطولة البال..!
- يا عمي التوم أمانة عليك دي بلد واسعة؟.. يا خي دي بلد مـ......خلّيها في سِرَّك! و الرزق البتقولو فيها ده هبوب ساي.. يخربا الحباية مافيها!!.
انفجر التوم ضاحكاً بأعلى صوته رامياً رأسه خلفه على حافة الكرسي العليا وهو غارقاً في الضحك:
- غايتو انت يا ولدي السر عليك جنس مسخة بس جبدك خالك الأحيدب!.
لا أكاد تهدأ أعصابي قليلاً ويعتدل مزاجي فيأتي دور السر – العليهو التكل – ليغيظني بعباراته القبيحة, وأوصافه البذيئة التي لا يجدر به أن يتفوه بها أمام شخص محترم مثل حاج التوم, ومكان يجب أن يكون هو الآخر محترم.وكان قد فعل كل ذلك, ليعبر إلى عمنا عن مدى إستيائه وعدم رضاه بما هو عليه من حال سيء وأنه لابد من السعي بأي وسيلة للخروج من هذا الواقع المخجل, الذي فُرِض علي نفسه فرضاً وأجبر عليه اجباراً. ولا حلّ هناك أنفع لهذه الأشكال سوى الهروب من هذا السجن الذي لا يرحم سجانه ولا أمل في أن تفتح مغاليقه!.
أما إذا قلت لك في ماذا كنت أهتم أو أفكر وقتها, لا شك ستظن أنني خارج الشبكة ,كنت أريد من السر أن يحسن ألفاظه القبيحة وأن يتكلم بأدب أو ليتوقف بالمرة عن ذلك الكلام الفارغ البذئ!.
- يا السر هــوي أوزن كلامك ياخي!.. انت أي كلمة تجي في لسانك ترميها طوالي رب كدي!!.. قايل نفسك وين انت ياخي احترم عمي التوم ده!.
- يا ولدي البساط أحمدي انتو الاتنين حرّم ذي أولادي. ولو جينا للجد مرات البلد دي تخليك تتكلم برة من راسك!.
إبتسم السر إبتسامة يشوبها المكر والإحتيال:
- حقيقة العوض كلامو صاح... خلاص يا عمي نخش في المهم عاوزنك تطلع جوازين لينا الاتنين هسع نستلمن عشان نشوف الباقي علينا شنو!.
- هاهاهاااا ! .... هسع ده كمان ياخي الساعة واحدة ضهر جات.. والأيام دي بالذات من تبدا الجواز أحدى ما تستلمو دايرلو عشرة يوم... علا لكن بالواضح كده وانتوا ناس بعدكم ذي اولادي, بقول ليكم صراحة كده الكاش بقلل النقاش... كان جيبكم تقيل: هسع بصوركم بكرة بدري تستلموا وكان الجيب على قدر الحال حرّم علا الصفوف ولا خلو شهر العمرة ده يعدي!
- الواضح ما فاضح ولا شنو يا العوض؟.
في البدء احترت كيف أجيب على سؤال السر المباغت ذاك إلا أنه حينما حضرتني صورة الصفوف وإهانة العسكري بادرت بالإجابة مسرعاً:
- كلام عمنا في محلو ... وأنا مع المثل البقول " هِيْن قِرْشك ولا تْهِين نفْسَك"
ضحكنا جميعاً ـ بما فيهم أناـ لهذا المثل المعبر الذي صدر مني عفوياً دونما أن أتكلف مشقة إستجلابه أو استحضاره من ذاكرتي التي زحمتها أحداث السنين ومرارات المعاناة, فقد كان وقع هذا المثل على كل من السر وحاج التوم تماماً كما يقع حجر كبير من الثلج الأبيض الجامد على (كورية) مليئة بعصير الليمون المركز والمسكَّر في نهار يوم ساخن غائط!!. فالأول يخشى أن أخالفه الرأي, أو أبخل بدفع قيمة ما يزيد عن تكلفة استخراج الجواز الفعلية من الجنيهات, أما عمنا فلم يكن مطمئناً لي مائة بالمائة, لأنه لم يتعامل معي من قبل في مثل هذه الأمور. لكن في النهاية كان ذلك هو العرف السائد لدى جميع أبناء الضواحي والقرى حين يريد أحدهم السفر إلى الخارج, إذ كانوا يقرون بأن للعسكري حق وللموظف حق وللساعي للخير (الواسطة) حق. ولكي تتم إجراءات سفرك دون عراقيل أو مضايقات: فقط عليك أن تعطي كل ذي حق حقه, وإلا فأحتمل ما سوف تلاقيه من مشاكل ومعاكسات!.
إستخرج التوم ود سعيد بعض الورق من الدرج, وبدأ يكتب عليه متطلبات إستخراج الجواز: جنسية – بطاقة شخصية – شهادة ميلاد ... الخ :
- يا جماعة الخير الأوراق دي معاكم ولّى يفتح الله...
- يا عمي التوم حاجات ورق ومستندات دي ما تسعلنا منها طب...! دي كلها مية المية بس شوف لينا الشغلة النجيضة وما ضروري الكُلْفة كَمَّها..!.
- يا زول دخلت في اللحم الحي: أول الشي: في الجواز الواحد الضابط حقو: 2جنيه ونص.. والموظف جنيه.. وأنا حقي خمسين قرش... علا لكن ما بيناتنا!.. والجواز براهو بحتاج لي 19 جنيه ونص, يعني الجوازين مع بعض كمبليت كدي بكلفن 45 جنيه لكن جيبوا الـ 44 لأني أنا ما بشيل منكم حق تعب انتو ما ذي أولادي!!.
لقد نطق برقم خرافي إذا قيس بما أخبئه في جيبي المتواضع الذي لم يكن من قبل يحلم بأن توضع بداخله مبلغ 13 جنيه هي قيمة ما أملك وقتها, أما السر فقد أعلمني مسبقاً بأنه لا يحمل معه أكثر من ثمانية جنيهات, فجملة المال الذي نملكه مجتمعين, لا يكاد يفي بقيمة استخراج جواز واحد فضلاً عن جوازين..!.
ما أدهشني أن السر مع ذلك لم يعترض ولم يبدي أي إستغراب أوإندهاش لذلك المبلغ الهائل من المال ـ خلاص يا الشيخ مصطفي الامين! ـ:
- خلاص يا عمي سعيد جيب الاستمارات والأوراق عشان نملاها سريع عشان نلفى الزمن.
- كده أقيف ياالسر... صراحة يا عمي المبلغ المعانا ما بكفي ولا حاجة.. الحكاية دي كتيرة شديد!! أنا بشوف أحسن نأجل الشغلانة دي لامن ندبر لينا قريشات كويسة...!.
هنا لأول مرة يستثار السر ويتحدث بلهجة غاضبة نحوي:
- هوي يا العوض عاين لي جاي: بدور تطلع لك جواز ولا عاوز تكتر الكلام؟!.
أجبته بلهجة أكثر غضباً ارتفع فيها صوتي.
- أسمع كويس يا السر المسعلة ما كُتُر كلام ...المسألة كلها القروش دي ندفعا من وين؟ قروشنا نحن الاثنين ما بطلعن لهن جواز واحد عاوز تعمل لينا فيها ملي استمارات وكلام في الهوا ساي.؟؟
إستاء صاحبي كثيراً ووضع كفي يديه على جانبي رأسه مترجيّاً:
- العوض .... لا حول ولا قوة إلا بالله!!.. خصمتك بالله.. خصمتك بي الله.. ما تعارض, وما تتكلم لي في القروش دي تاني....! مسألة الدفع أسألني منها أنا!... بس أسمع كلامي ساي... خلينا نملا البيانات والباقي عليّ!!.
كل ذلك النقاش كان يدور بيننا وعم التوم يكتفي فقط بالتبسم, ولم يبادر بالإعتراض على أي منا, ثم أخيراً وفي النهاية وبعد أن هدأت حدة النقاش بادر قائلاً متوجهاً بالكلام إلى كلانا:
- أسمعوني يا العوض ويا السر الثقة بيناتنا موجودة دبروا لي 30 جنيه عشان المبلغ ده بمشي الخزينة العامة, الباقي دبروا فيما بعد لكن لازم تعرفوا ما بسلموكم الجوازات إلا بعد ما يتسدد المبلغ بالكامل!.
- يا عمي التوم برضو دار تبقي لي ذي العوض؟ دار تتكلم في القروش.. أنا بكرة القريبة دي المبلغ بسلمك ليهو كامل 45 جنيه شامل حقك انت ذاتو.. بس نحن همنا السرعة ماديرنك تأخرنا!! .
- ها ها عفيت منك والله انت بتعملا... أنا ما خابرك من خيلانك المجرمين ديلك ها ها ...!
إزدادت حيرتي وبدأت أشك في الذي ينوي فعله كل من السر وعم التوم. لأن هذا الذي سيجري سوف يتم ربما على نحو غير مستقيم, وربما يجر بنا إلى ما لا تحمد عقباه, على الأقل ربما خسرنا نقودنا دون أن نحصل على جواز بالمرة, لأن الطريقة ملتوية!.. يا ليتها كانت ملتوية ووقف الأمر على ذلك, لكنها ربما ملتوية وأكثر كُلْفة مما لو اتبعنا الإجراءات الرسميةو(الدقرية) لاستخراج الجوازات بحسب ما بدا لي!.
رغم كل تلك الهواجس والظنون, وجدت نفسي ممسكاً بقلمي أملأ في بيانات الإستمارات التي أتى بها عمنا: إبتداءً من الإسم رباعياً إلى التوقيع والبصمة والتاريخ!. أما السر فكان يملأ في إستماراته بسرعة بالقلم الذي استلفه من عم التوم... دقائق معدودة فإذا ببيانات كل الإستمارات التي تخصنا مكتملة!.. راجعها العم ثم أخذ من كل منا الوثائق الرسمية : جنسية – بطاقة – شهادة ميلاد وصورة فوتغرافية وأوراق أخرى لا أذكرها على أن نستعيدها عند موعد إستلام الجواز.
- الشغل احدى الآن مظبوط. أقول ليكم كلام الرجال لو دفعتوا هسع تستلموا بكرة ولو دفعتو بكرة تستلموا بعد بكرة...!!
- شنو يا عم التوم.. دايرين نستلم بكرة... والقروش بنسلمك ليها بكرة... ياخي بتعاملنا ذي باقي الناس؟؟!.
- يا ولادي أحسن أكون معاكم واضح ..لو دفعتوا بكرة الصباح بدري تستلموا نهاية الدوام.. أو بعد بكرة الصباح بدري...!.
- خلاص ما فرقت يا عمي.. لكن انا دايرك تجتهد تسلمنا بكرة!.
- خير يا ولدي ربنا يسهل!.
الساعة تجاوزت الثانية ظهراً ببضع دقائق علينا أن نخرج على أن نعود غداً كي ندفع - ولم أكن أدري حقيقة من أين – لنستلم في نهاية اليوم أو في صبيحة اليوم الذي يليه.
- أها يا عم التوم فتناك بخير وكتر خيرك نتقابل بكرة إنشاء الله..!.
- ما في عوجة يا أولادي... نتلاقى باكر كان الله حيانا!.
وقفة بسيطة :-
انوه الى القراء الكرام الاطلاع الى هذه الكتب القيمة التي قلما تجدها مجتمعة!
قم بتحميل ما ترغب فيه منها وحاول قرائتها وعالج نفسك بنفسك بدلا من من اللجوء الى الدجالين والمشعوذين...
عافانا الله واياكم.... والكتب هي:-
10- حوار مع الجن
12- عالم الجن
14- الحصن الواقي
22- الفواكه الدواني
31- حوار مع الجن 2
32- ذم الموسوسين
38- فتح المنان
47- حوار مع جني مسلم
51-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق